(أبو العيد الصاكالي)
مقدمة :
تعتبر تجارة الغاز الطبيعي هي الأسرع نموا خلال العقدين الماضين بسبب التوسع الكبير في استخداماته وتحول صناعات كبرى الي هذا المصدر من الطاقة الصديقة للبيئة ويتوقع ان يبلغ
حجم الطلب العالمي على الغاز الطبيعي نحو 546 مليار متر مكعب بحلول عام 2024 م مقارنة ب 432 مليار متر مكعب في عام 2018 م.

يعتبر حقل الفارغ للغاز والنفط التابع لشركة الواحة للنفط أكبر مشروع على مستوى قطاع النفط يتم تنفيذه منذ عام 2011 م
ولقد بدلت شركة الواحة للنفط جهودا  كبيرة وخاضت مفاوضات شاقة  في إنجاز المرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل الفارغ التي توقف العمل بها أكثر من مرة بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد وعزوف الشركات الأجنبية عن المجيء إلي ليبيا وما زاد من صعوبة  وتعقيد مواصلة استكمال المشروع هو إعلان إحدى المحاكم البريطانية في 28 أغسطس 2018 م  عن إفلاس شركة   J&P* *   المنفدة للمشروع وهذا يعني توقف العمل  بالمشروع لآجل غير مسمى و ستكون  له أثار مدمرة على سلامة المعدات  والتي من الممكن جدا أن تتحول إلى خردة لا فائدة منها وخسارة ملايين الدولارات التي صرفت عليه
وأمام هذا الوضع الشائك وبعد دارسة مستفيضة للجوانب الاقتصادية والفنية والقانونية للمشروع اتخذت إدارة الشركة قرارا شجاعا  يتمثل في استكمال المشروع  وكلفت فريق من  الخبراء والفنيين والقانونيين من العاملين بالشركة للعمل على استئناف العمل بالمشروع وضمان حقوق الشركة وبعد  عدة  اجتماعات طويلة وشاقة  تأكد صواب القرار الذي اتخذته إدارة الشركة بشأن انقاد المشروع، حيت أثمرت جهود فريق العمل بتحقيق نتائج  مهمه لصالح شركة الواحة للنفط  أهمها  :
* توقيع  عقد  في مارس 2019 م مع شركتي * Psm   وjpavax  * بنقل التزامات العقد المبرم  مع الشركة المفلسة  دون تحميل شركة الواحة للنفط أية تكاليف مالية إضافية .
*  تمكنت شركة الواحة من توقيع اتفاق مع شركتي * J&P , PSM   *  ينص على إسقاط المطالبات  المالية التي تصل الي نحو 40 مليون يورو كانتا تطالبان بها شركة الواحة منذ فترة زمنية طويلة
* الحصول على ضمان للمعدات الرئيسة  ذات التكلفة المالية العالية  الموردة من شركة  *سيمنس*  وبعض الأعمال الإنشائية حتى شهر يونيو 2020 م وبذلك تكون شركة الواحة للنفط  قد ضمنت عدم تحملها للأضرار التي قد تكون لحقت بمعدات المشروع الرئيسة التي تم تركيبها  في المرحلة السابقة .
* شراء مخيم شركة *  j &p *   بموقع حقل الفارغ بكامل محتوياته من سكن ومعدات ثقيلة وأليات  بسعر منخفض جدا .
وبعد مشاورات مع الشركات الأجنبية التي تتحجج   بعدم بالمجيء الي ليبيا بسبب الظروف الأمنية تمكنت شركة الواحة للنفط من إقناعها بمباشرة العمل
لاستكمال المشروع وفي شهر أبريل من عام 2019 م باشرت الشركات العمل في المشروع في ظروف أمنة وتحت إشراف مباشر من  قبل شركة الواحة للنفط وفي نهاية شهر أكتوبر 2019 م بلغ مشروع تطوير حقل الفارغ المرحلة الثانية مراحل التشغيل التجريبي وإجراء اختبارات حسن الأداء  وفي 8 نوفمبر 2019م  بلغ المشروع مرحلة الإنتاج بطاقة إنتاجية بلغت نحو 150 مليون قدم مكعب وحوالي 9000 برميل من المكتفات يوميا
والواقع لم تكن حظوظ هذا المشروع على ما يرام فبالإصافة إلى الأسباب سالفة الذكر توقف العمل به من جديد سبب الإقفال القصري منذ شهر فبراير الماضي والذي استمر قرابة عام.
وبعد رفع القوة القاهرة عن الحقول والميناء التابعة للشركة أولت الشركة اهتماما خاص بحقل الفارغ بوضعه على الإنتاج من جديد.
ولم تقتصر جهود شركة الواحة للنفط على إنتاج  وتصدير النفط  بل قامت بخطوة كبيرة  وهامة لدعم قطاع الكهرباء من خلال استجابتها السريعة لطلب  الشركة العامة للكهرباء بتزويد محطة السرير لتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي المنتج من حقل الفارغ  حيت سخرت  الشركة كل الإمكانيات  للمساهمة في التقليل من معاناة المواطنين من انقطاع التيار الكهربائي لساعات وأيام  وكلفت أكثر من فريق عمل  لأجل القيام بالخطوات اللازمة لنقل الغاز المنتج من حقل الفارغ إلي محطة كهرباء السرير التي تبعد بنحو 97 كيلومترا  بأسرع وقت ممكن وبتوفيق من الله تم بجهود أبناء شركة الواحة  الذين عملوا في ظل ظروف جائحة كورونا   وخطورة مثل هذه الأعمال تم تنفيذ جميع مراحل العمل ونقل الغاز الي محطة كهرباء السرير بنجاح وفي وقت وجيز ودون اية مشاكل  تذكر .
وكان مدير الشركة العامة للكهرباء قد صرح يوم 26 نوفمبر الجاري بأن محطة السرير كانت قبل ان تزودها شركة الواحة للنفط بالغاز تعمل بالوقود الخفيف وبتكلفة مالية تصل الي 400 مليون دينار ليبي في العام .
و كانت المؤسسة الوطنية للنفط  قد  أشادت في أكثر من مناسبة بجهود شركة الواحة  للنفط  في إتمام المشروع  في ظروف  غير اعتيادية والتغلب على التحديات والعراقيل التي اعترضتها  حتى رأي  المشروع النور .
وهكذا تتضح وتكتمل الصورة النهائية لهذا المشروع الاستراتيجي والذي
اثبت العناصر الليبية من خلال تنفيذها له بنجاح مقدرتها على التعامل مع الصناعة النفطية المتطورة واستعدادها للتضحية من اجل الوطن منهم من فقد حياته أثناء العمل بالمشروع.  .
ومعلوما أن حقل الفارغ يحتوي على احتياطيات قابله للاسترداد تقدر بنحو 2.61 تريليون قدم مكعب و121.2 مليون برميل من النفط و 538 مليون برميل من المكثفات .