( قسم الإعلام )

أن تحاور شخصية مُلمة بحيثيات العمل هذا أمر صعب ، والأصعب أن يكون ذا ثقافة بالإعلام والمسرح والإخراج أمر أخر

هو إبن شركة الواحة للنفط ، إلتحق بها شابا يافعا بداية العام 1980 ، عايشها في جميع مراحلها ، حقول الشركة في الصحراء كانت وجهته فألف مناخها وتشرب صعابها وإستنشق هواها فكان الإلتزام والمواظبة ديدنه الأمر الذي جعله يكسب ثقة رؤساءه فتقلد المهام وتدرج وظيفيا فكلف برئاسة وحدة الشؤون الادارية بحقل جالو بعدها شغل وظيفة مراقب في إدارة النقل والخدمات بطرابلس وفي أغسطس 2017م،  تولى مهمة مدير إدارة النقل والخدمات .

حديثه عن الصحراء له شجون وحنينه للحقول لاينتهى ، يسرد لنا في قصته وشغفه في الحقول تلك البيئة النظامية الرجولية بعيدا عن ضغوطات الحياة والإلتزامات الإجتماعية .

  • كيف كان عملكم في الفترة التي كانت في الحقول ؟

كانت فترة من العمر أقل مايقال عنها مشوقة فقد كانت بيئة مختلفة عن المدينة وكان العمل والعطاء أكثر مايشغلنا فيها و نفتخر بأننا نعمل في شركة الواحة للنفط حيث كان إنبهارنا كبير بالإنضباط والإلتزام بمواعيد العمل والأكل والنوم ، فقد كان كل مانقوم به مرتبط بساعات محددة والكل ملتزم بها وبالرغم من ضعف الميزانيات التي كانت تسيل إلينا وبالتالي قلة المرتبات والمزايا إلا أننا لا نذخر جهدا في أداء العمل

  • كيف كان الفرق بين المستخدم الليبي والأجنبي أو كما نقول هل كانت هناك ( عقدة الخواجه )

عندما إلتحقت بالعمل بحقل الظهرة سنة 1980 م، وجدت أغلب المسؤولين أجانب إما إنجليز أو كنديين أو أمريكان وبعض الجنسيات الأخرى وبالتالي تعودنا أنهم هم يديرون دفة العمل أو صور لنا ذلك حتى شهر نوفمبر 2011 م وبعد التحرير ذهبت مع مجموعة عمل لحقل جالو ومجموعة أخرى إلى ميناء السدرة وكانت الحقول وقتها شبه مدمرة لا كهرباء ولا ماء وبدأ الشباب في العمل من الصفر وكسروا تلك القاعدة الوهمية التي كانت تكبلنا منذ سنوات وأثبتوا أنهم أهل للثقة ، فقد أعادوا الإنتاج في مدة زمنية قياسية وبدأ الشحن عبر ميناء السدرة ، وأبطلوا الليبيون كل ما قيل على لسان الخبراء الأجانب والعرب الذين كانوا يؤكدون بأن ليبيا لن تعود للتصدير إلا في أواخر العام 2012 م ، وكانت المفاجأة بأن صدرت أول شحنة في ديسمبر 2011 م الأمر الذي أكد للعالم بأن شماعة الأجانب وعقدتهم قد كسرت وإنتهت دون رجعة ..

  • ما هي هيكلية إدارة النقل والخدمات ؟

يندرج تحت إدارة النقل والخدمات

مراقبة النقل :

ويتبعها أقسام النقل في الحقول والميناء وقسم الحركة في مكتب طرابلس ، وهذه المراقبة وأقسامها تقوم بتنفيذ كافة طلبات النقل الخفيف والثقيل والأعمال المتطلبة كالآلات الثقيلة في كافة المواقع .

مراقبة الصيانة:

ويتبعها ورش صيانة المركبات في كافة مواقع الشركة وهذه الورش مسؤولة على صيانة تلك المركبات والآلات وتوفير قطع الغيار اللازمة للصيانة عن طريق مراقبة التخطيط .

مراقبة التخطيط والمتابعة :

تقوم مراقبة التخطيط والمتبعة بتنفيذ طلبات الشراء الواردة من المرقبات الأخرى ودراسة المخزون الاحتياطي لكافة احتياجات الإدارة .

قاطعته في الحديث بقولي ألا يحدث خلط في المهام بين مراقبة التخطيط وإدارة المواد من ناحية الطلبات فأجاب :

ليس هناك خلط فلكل مهامه ، فمراقبة التخطيط تقوم بإعداد طلبات الشراء وإخالها للمنظومة ومن هنا يبدأ دور إدارة المواد .

مراقبة الخدمات :

يقتصر عمل مراقبة الخدمات على العمل بمقرات الشركة بطرابلس وهي مسؤولية عن توفير كافة إحتياجات الإدارات الأخرى مثل المكاتب الأثاث والمواد والتموين ، وكذلك يتبعها قسم الصيانة وهو مسؤول عن صيانة التكييف والكهرباء واللحام والنجارة وقسم التموين وهو بدوره مسؤول عن متابعة إستراحات الشركة والإهتمام بالوجبات والمقاهي ، وقسم التصوير وهو يقوم بعمل تصوير وتجليد ونسخ جميع مايطلب منهم مثل إجتماعات الجمعية العمومية والميزانيات وماتتطلبه إدارة التدريب والإدارات الأخرى من نسخ مذكرات وأوراق  بالإضافة إلى الخدمات المتميزة لمستخدمى البريد بإيصال المراسلات فى وقتها .

  • ما الخطط والرؤية المستقبلية لإدارة النقل والخدمات ؟

 

تسعى الإدارة في خطة مدرسة لتوفير عدد من السيارات للحقول والميناء وقد وصل منها عدد كبير وكذلك توفير الآلات الثقيلة والشاحنات والحافلات بحيث تنتهي عملية الإيجارات التي أرهقت ميزانية الشركة وبالرغم من تقليص الميزانية لهذه السنة إلا أننا سوف نستلم بإذن الله عدد 7 سيارات إسعاف و6 سيارات نقل قمامة في منتصف العام القادم 2020 م ، كذلك تم ترحيل باقي الطلبيات للعام القادم .

  • لكل عمل بعض الصعاب ليتم إنجازه فما المشاكل التي تواجهكم ؟

إن الشركة قد نهبت مواقعها وبعد سنة 2011 م كان لابد لها من تعويض الفاقد في كل شيء مثل الآليات والسيارات والأثاث والمعدات وغيرها ، وكان ذلك يتطلب ميزانيات كبيرة ولكن للأسف لم تكن الميزانيات تقابل المتطلبات ، أيضا تواجهنا مشكلة عدد العمالة في مواقع الشركة فالحقول لاتستطيع أن تستوعب العدد الإجمالي للعمالة بسب مشاكل السكن والتموين وغيرها ، فيتم الإعتماد 60% تقريبا من إجمالي عدد العمالة في كل موقع .

  • كيف يتم مكافأة المستخدمين الذين يقومون بمجهود إضافي والمتفانين في عملهم ؟

نحن نعمل وفق لوائح محددة ولايمكن تجاوزها منها لائحة الموظف المثالي أما كإدارة فنحن نتعامل من يتقن ويتفانى في عمله بكل تقدير وضمن لوائح الشركة فهناك التقييم السنوي وكذلك طلب مكافأة إضافية لهم وهناك أكثر من طريقة للرفع من معنوياتهم وتقديرهم ماديا ومعنويا، ونحن لن نغفل على تقدير هؤلاء ، فلن نغفل عن هؤلاء الشباب الذين طوعوا تلك الحاويات القديمة المعدومة وحوروها لتكون مكاتب قائمة ومؤهلة للإستعمال فهم من فتح فيها النوافذ والأبواب وقاموا بعمليات لحام دقيقة ووفروا على الشركة مبالغ طائلة .

وهنا أنوه إلى أن كل العاملين دون إستثناء في إدارة النقل والخدمات والتخطيط والصيانة والطيران والتموين وصيانة السيارات والفواتير والشؤون الإدارية والمقاهي وجميعهم يدركون مدى أهمية عملهم ويعلمون أن كل الإدارات تقوم بأعمالها نتيجة الخدمة التي يقومون بتقديمها لهم فإن أخلصوا في عملهم وقاموا به على أكمل وجه إنعكس ذلك على أعمال كافة الإدارات .

  • ماذا عن آخر المستجدات في موضوع الطيران وسيارات الإسعاف ؟

بالنسبة للطيران فقد تم التعاقد على طائرة إسعاف طائر (تحت الطلب ) وسوف يبدأ العمل بها إعتبارا من شهر نوفمبر إن شاء الله ، أما سيارات الإسعاف فمن المتوقع إستلامها في منتصف سنة 2020 م وهي عبارة عن 7 سيارات بأحدث الأجهزة الطبية وستوزع على كافة مواقع الشركة .

ونحن الآن بصدد توقيع عقد طائرة نوع (Let)  410 وبحمولة 19 راكبا وهي ستقوم بالعمل بين الحقول والميناء .

كلمة أخيرة :

أولا إن كثيرا من المستخدمين في الشركة لايعرف أهمية الإدارة والجهد الذي تقوم به حيال متطلبات الإدارات الأخرى ( وهنا لانقلل من أهمية الإدارات ) ولكن الظروف والإمكانات الصعبة والجهد المضاعف المطلوب منا لايقابل من بعض العاملين بالإمتنان للأسف أو حتى بكلمة شكر لزملائهم في الإدارة .

ثانيا : من الملاحظ أن العاملين في الشركة يسيئون إستخدام السيارات والمركبات وهذا الفعل يعود بالخسارة على الشركة ويزيد من صعوبة عمل إدارة النقل والخدمات .

ثالثا : أنا شغوف بالعمل الإعلامي نظرا لتعاملي مع المسرح والكتابة في فترة من الزمن ، والإعلام مهم جدا يجب أن ينظر له كركيزة ضرورية داخل الشركة لأن نقل وإيصال المعلومة الصادقة وتوضيح الأشياء بحالتها الحقيقية إلى المستخدم هو أهم أنواع التوعية وكذلك النصيحة الإعلامية كل ذلك كفيل بأن يضع الحقائق أمام المستخدم ويساعده على فهم مجريات الأمور ، وكذلك للإعلام دور كبير في رفع معنويات المستخدمين الأكفاء لتسليط الضوء على أعمالهم .

أتمنى لكم كل التوفيق والسداد في عملكم