4 مارس 2015

لا يمكن لمستخدم بشركة الواحة عموما و بحقل الظهرة خصوصا أن يمر عليه هذا التاريخ مرور الكرام .

بهذا التاريخ المشؤوم تعرض حقل الظهرة و عميد حقول شركة الواحة إلى عدوان غادر من قبل حركة داعش الإرهابية ، سقوط الحقل بأيدي “داعش” لم يكن بالسهولة التي يتوقعها البعض حيث سجل مستخدموه وقفة بطولية تنم عن روح وطنية عالية حين رفض ثلة منهم و عددهم تسعة عشرة مستخدما مغادرة الحقل بينما غادر الباقون و عددهم واحد و أربعون مستخدما على متن طائرة مطبقين لإجراء الترحيل التي اتخذته لجنة الإدارة للحفاظ على سلامتهم أثر هجوم “داعش” على محطة “الباهي” و تدميرها تدمير شبه كامل بتاريخ 13 فبراير 2015.

اذا انسحب المستخدمون بتاريخ 4 مارس رفقة السرية العسكرية المدافعة عن الحقل تحت وابل رصاص و مقذوفات داعش.

إن كانت داعش قد دمرت معدات الحقل و بنيته التحتية فإنها لم تستطع أن تمس من عزيمة مستخدميه بل ما فعلته بمصدر رزقهم زادهم قوة و عزيمة و اصرار على التحدي لإرجاع الحقل إلى سابق عهده من النشاط و الانتاج .

انطلقت رحلة إعادة تهيئة الحقل سنة 2017 بأيدي السواعد الليبية من مستخدمي الحقل بعد أن أوكلت مهمة هذا العمل الكبيرإلى لجنة يترأسها رجل لا يعرف للمستحيل تعريفا من خلال ما عهدناه منه خلال معايشته السنين الطوال ، عرف عنه الجهد و المثابرة و الاصرار و التحدي و من يكون غير المهندس صلاح بلعيد مرعي.

كانت البداية بصيانة وإعادة تشغيل خط نقل النفط الرئيسي الرابط بين محطة القطار وحقل الظهرة وميناء السدرة وبعدها انطلقت مهمة إعمار حقل الظهرة في ظروف غاية الصعوبة من الناحية الأمنية وظروف العمل الصعبة بأقل الإمكانيات حيث كانت البداية بإقامة المستخدمين في ميناء السدرة و التنقل يوميا إلى حقل الظهرة باستعمال السيارات رغم الظروف الأمنية و الحالة المزرية للطريق الرابطة بين حقل الظهرة و ميناء السدرة .

في بداية سنة 2020 تم توفير مخيم متنقل حيث انتقلت مجموعة من المستخدمين للإقامة في حقل الظهرة بشكل رسمي وبدأت عمليات صيانة بعض مرافق الحقل من محطات انتاج ومعدات توثيق النفط الخام وتوفير الكهرباء وغيرها وكذلك تاسيس وتهيئة مخيم الظهرة بشكل دائم ليتمكن جميع الموظفين مستقبلا من العودة إلى الحقل لإستكمال إعادة تأهيل وتطوير الحقل بشكل كامل.

في سنة 2021 و في الذكرى السادسة لتوقف الحقل على الإنتاج كانت زيارة لجنة إدارة شركة الواحة للنفط و على راسها رئيس لجنة الإدارة السيد نوري الصيد رفقة مدير مشروع إعادة تأهيل وتطوير حقل الظهرة السيد صلاح مرعي و رؤساء ومدراء الإدارات بالشركة.

أعطت هذه الزيارة دفعا لعملية اعمار الحقل بما أسداه رئيس اللجنة من تعليمات لجميع الإدارات بتسخير كافة الإمكانيات وتقديم كل التسهيلات لإعادة تأهيل وتطوير هذا الحقل حيث ظهرت جليا نتائج هذه الزيارة و نوردها في نقاط:

– تجهيز المخيم المتنقل كوحدات سكنية مؤقته.

– تم صيانة العديد من معدات محطات إنتاج واستقبال النفط الخام حيث تم تركيب بعضها وتجهيزها البعض الآخر للتركيب مع بداية إنتاج النفط الخام.

– تم تجهيز وإعادة فتح مطار الظهرة امام الطيران، مما أزاح عامل مشقة كبرى كانت ترهق المستخدمين حين تنقلهم برا من و الى الحقل.

– تم صيانة وافتتاح مبني الاتصالات بحقل الظهرة.

– تم توفير خدمات الإنترنت على مدار 24 ساعة عبر خطوط الفايبر.

– تم توفير خدمات شبكة المدار في حقل الظهرة.

– تم الانتهاء من صيانة وتجهيز عيادة حقل الظهرة.

– تم الانتهاء من صيانة قسم السلامة والمطافئ.

– تمت صيانة وإعادة تشغيل محطة تزويد وقود السيارات والآلات.

– تم الانتهاء من صيانة مبني به عدة مكاتب ليستعمل كمبنى إدارة للحقل.

– تم صيانة وافتتاح ورشة صيانة السيارات.

– تم صيانة وافتتاح مبنى النقل والخدمات.

– تم صيانة ثلاثة قواطع سكنية بسعة 69 سرير.

– يتم صيانة ثلاث قواطع سكنية بسعة 96 سرير.

– تم صيانة القاطع السكني والإدارة الخاصة بحرس المنشأت بالحقل.

– يتم صيانة العديد من الورش والمكاتب.

العمل متواصل بإذن الله رغم صعوبة الظروف من أجل إعادة الحقل إلى الإنتاج لتعم الفائدة على جميع مستخدميه القدامى منهم و حديثي التعيين الذين ينتظرون هذا الأمر بفارغ الصبر نسأل الله أن يكون ذلك قريبا .

و أخيرا و نحن نحيي هذه الذكرى لابد لنا من أن نترحم على الشهداء من سرية حقل الظهرة و سرية مرادة و حرس المنشآت النفطية الذين طالتهم أيادي الإرهاب و رووا بدمائهم الزكية تراب حقل الظهرة و الشكر

موصول أيضا إلى حرس المنشاءات النفطية و خاصة منتسبي سرية حماية حقل الظهرة و آمرها و دورهم الهام في توفير الأمن و الأمان بالمنطقة الذي ساهم في عودة الشركات العاملة .

نسأل الله التوفيق و السداد لجميع من ساهم و من سيساهم في عودة هذا الحقل إلى الإنتاج و لو بالكلمة الطيبة .