فعندما ضاقت السبل بفريق الصيانة في الميناء لتوفير الكهرباء لصيانة مرافق الميناء على إثر الخراب والدمار والنهب الذي أصاب الميناء ومرافقه وتسبب في توقفه عن العمل لمدة تزيد عن السنتين حيث كان الخيار الوحيد أمام فرق الصيانة اللجوء إلي محطة الكهرباء القديمة التى مضي على توقفها عن العمل مدة تزيد عن 34 سنة وفي ظروف عمل غاية في الصعوبة والتعقيد تم تشكيل فريق عمل من المختصين المهرة في مجالات الكهرباء والميكانيكا والألات الدقيقة لمعاينة المحطة التى تعد الملاذ الأخير لتوفير حاجة الميناء من الكهرباء وقد باشر الفريق التعامل مع المحطة العجوز من خلال الكشف على معداتها بكل حرص ومهنية ومراجعة سجلات الصيانة القديمة للمحطة إلا أن النتائج أوضحت أنها في حاجة لصيانة كبيرة لإنها قديمة جداً وقطع الغيار غير متوفرة حتى عند الشركة المصنعة ،

ولكن بالخبرة والإرادة والإصرار والعزم على عودة الحياة إلي الميناء قرر فريق العمل إعادة المحطة للعمل من خلال التفكير في الإستغناء عن أحد المولدات للإستفادة من مكوناته في إصلاح المولدات الأخري وفعلاً إستطاع الفريق التغلب على مشكلة قطع الغيار وبدأت رحلة التشغيل التجريبي وتحرك المولد الأول ثم الثاني ودبت الكهرباء لتصل إلي أول مصباح كهربائي بالميناء من المحطة العجوز عندها إستبشر فريق العمل الخير وعمت الفرحة الوجوه وغطت الأنوار الميناء وإنقشع الظلام الذي كان سيد الموقف في أكبر موانئ تصدير النفط الخام على حوض البحر المتوسط .

إن هذه الملحمة الرائعة والقصة المشوقة التى تؤكد حرص وإخلاص المواطن لوطنه الذي إستظل بظله وعاش في كنفه أنه لن يتخلي عنه مهما كانت الظروف والمعوقات . وبالعودة إلي محطة توليد الطاقة الكهربائية بميناء السدرة النفطي التابع لشركة الواحة للنفط فإن تاريخ بنائها يعود إلي العام 1962م ، إي مع بداية عمل الميناء حيث واكبت مراحل تطويره ، تمده بالطاقة اللازمة على مدار الساعة ولمدة عشرين سنة متواصلة حتى سنة 1982م ، عندما تم ربط الميناء بمحطة كهرباء حقل الظهرة الغازية ، ومنذ ذلك التاريخ توقفت المحطة عن العمل ولكنها ظلت في مكانها تعيش الأحداث وتراقب حركة الميناء وتتمني العودة للعمل من جديد لتساهم في إنارة الميناء ومرافقه وشاءات الأحداث ومرت السنوات وتعرض الميناء لأضرار جسيمة وفقدانه لمصدر الطاقة الكهربائية من محطة حقل الظهرة الغازية التى تم تدميرها بالكامل نتيجة الأعمال القتالية القدره، وعندما بدأت أعمال الصيانة بالميناء فكان التحدي الكبير وكانت المفاجأة بعودة محطة الكهرباء العجوز التى تجاوز عمرها نصف قرن للعمل لتساهم في إزدهار ميناء السدرة النفطي أحد أهم روافد الإقتصاد الوطني .

فالشكر والتقدير للعاملين المخلصين في ميناء السدرة الذين عملوا بروح الفريق الواحد وواصلو الليل بالنهار في سبيل الوطن والمواطن .